الوجود عملية علاجية
جدول المحتويات
كُتبت في 21 جون 2023
خلال رحلة سعينا في الحياة، نحن لا نتعالج من مواقف صادمة أو علاقات سامة مررنا بها عند نقطة محددة، وبعدها نبدأ العيش الحقيقي. بدلًا من ذلك؛ نحن نتعالج (أو نتمارض) يومًا بعد يوم، بدءًا من صرخة الولادة الأولى، وحتى النفَس الأخير. نحن نتعالج من كل ما مررنا به، وكل ما نمر به، وكل ما سنمر به. نحن نتعالج من مواضينا وحواضرنا ومستقبَلاتنا المتبدِّلة مع تبدل منظوراتنا، وتجدد تجاربنا وشخصياتنا. نحن نتعالج مما لم نجربه حتى. فكما ترث أجسادنا الجينات؛ ترِث نفسياتنا العُقَد والصدمات. إننا نتوارث مشاعر أجدادنا وأسلافنا القدماء، ونمررها -بدورنا- نحو الأجيال القادمة.
(ألقِ نظرة على intergenerational trauma)
في كل يوم، في كل ساعة، في كل ثانية وفي كل لحظة نَعِي فيها الحياة؛ سنشعر بقدر ما من النقص، في الوعي أو اللاوعي، تصاحبه رغبة ملحّة للسعي نحو الكمال. هذه الشرارة المتحركة، الباهتة أحيانًا والمشتعلة أحيانا، هي ما أقصده بالعملية العلاجية، تقابلها ما أسميتها بالعملية التمريضية، وهي ضغط القوى الخارجية لإخماد تلك الشعلة المتّقدة.
إن الوجود بحد ذاته عملية علاجية، كما أنها عملية تمريضية، وهذا ما يمكن أن نفسِّر به عنوان مؤلَّف المعلم الأول أرسطو: «الكَوْن والفساد».
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.